يعتبر ملف الهجرة من أهم الملفات التي أدرجت على أعمال قمة غرناطة التي انعقد الخميس 05 أكتوبر 2023 بمشاركة حوالى خمسين قياديا أوروبيا في غرناطة بجنوب إسبانيا على أمل تأكيد عزمهم على إحراز تقدم حول مسائل جيوسياسية عدة، كأزمة الهجرة والحرب في أوكرانيا وناغورني قرة باغ. وفق ما نقلته المونت كارلو الدولية .
.
وكان سفراء دول الاتحاد الأوروبي قد اتفقوا الأربعاء 4 أكتوبر الجاري على لائحة تنظيمية تنشئ آلية تضامن إلزامية بين الدول الأعضاء في حال واجهت إحدى هذه الدول “وضعا استثنائيا” مرتبطا بوصول “أعداد كبيرة” من المهاجرين إلى حدودها. إلا أن قادة بولندا والمجر أعربا اليوم عن معارضتهما القوية لإصلاح نظام الهجرة الأوروبي.
وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي “لسنا خائفين من الإملاءات التي تأتي من بروكسل وبرلين”. وكرر رفضه فرض نظام “لتوزيع المهاجرين غير الشرعيين” على بلاده، قبل عشرة أيام من الانتخابات التشريعية في بولندا التي يتوقع أن تشهد منافسة حادة.
بينما ذهب نظيره المجري فيكتور أوربان إلى أبعد من ذلك في انتقاداته بقوله “إذا تم انتهاكك باسم القانون، وأرغمت على قبول شيء لا يعجبك، فكيف يمكن التوصل إلى تسوية أو اتفاق؟ هذا مستحيل”.
وتعتبر هذه اللائحة الجزء الأخير من ميثاق الاتحاد الأوروبي للجوء والهجرة الذي سيتم التفاوض بشأنه مع البرلمان الأوروبي، تمت الموافقة عليها من قبل الدول الأعضاء بالأغلبية المؤهلة كما تنص المعاهدات، وليس بالإجماع كما تطالب بولندا والمجر. علما أن هاتان الدولتان صوتتا ضد النص، بينما امتنعت النمسا وسلوفاكيا وجمهورية تشيكيا عن التصويت.
ورحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الجمعة 6أكتوبر بما وصفته بأنه “نجاح كبير” على إثر التصويت بالأغلبية على الاتفاق.
وتناقش دول الاتحاد أيضا خلال اجتماعها في غرناطة المسار الإستراتيجي للاتحاد بعد أعوام اتسمت بأزمات منها جائحة كوفيد-19 والغزو الروسي لأوكرانيا وأزمة الطاقة في 2022، فضلا عن تحديات تشمل تغير المناخ والتنافس الاقتصادي مع الصين.
وتشمل البلدان الراغبة في الانضمام إلى الاتحاد أوكرانيا ومولدوفا وبعض الدول في غرب البلقان. ويتعين عليها جميعا أن تلبي الكثير من المتطلبات للتأهل، وهو الأمر الذي يعني أن محادثات الانضمام قد تستغرق أعواما.
يذكر أنه في 2020 كانت بريطانيا أول دولة تنسحب من الاتحاد الأوروبي.