تزامنا مع الحملة الأمنية التي نفذتها القوات الأمنية والعسكرية يومي 17 و18 سبتمبر بمدينة صفاقس وإخلاء باب الجبلي من المهاجرين الأفارقة، تنقل فريق موقع كشف ميديا إلى معتمدية العامرة أين تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خبر هؤلاء المهاجرين بأعداد تجاوزت الألف شخص إلى هناك للتحقق من صحة هذه المعلومة.
موقع كشف ميديا وثق تواجد عشرات المهاجرين في مقاهي و شوارع معتمدية العامرة من مختلف الأعمار، حيث تظهر مقاطع الفيديو التي تم توثيقها أعدادا من المهاجرين الشباب من جنس الرجال، إضافة إلى نساء كان برفتقهن أطفال صغار.
عندما تنقلنا من معتمدية الحنشة وصولا إلى معتمدية العامرة كانت الشوارع تضج بالمهاجرين الأفارقة من دول وسط وجنوب الصحراء، لكن لا تصل إلى المئات، وفق ما يبينه الفيديو أدناه.
فريق كشف ميديا حاور عددا من المهاجرين المتواجدين بمنطق العامرة من ولاية صفاقس، حيث يقول أحد المهاجرين من غينيا في حديثه لكشف إن الأوضاع ليست على أحسن حال في المنطقة بسبب غياب منازل تأويهم أو أموال تكفيهم للكراء.
محدثنا البالغ من العمر 18 سنة أضاف في نفس السياق أنه متواجد بالعامرة رفقة من معه في منذ 10 أيام، مبديا رغبته في العمل إذا توفر ذلك.
في نفس المنطقة وتحت شجرة زيتون بإحدى مزارع العامرة يجلس مهاجر مالي بعد أن سلك طريقا من وسط مدينة صفاقس إلى العامرة (حوالي 30كم) مشيا على الأقدام، وفق قوله.
مضيفا أن وسط المدينة لا تتوفر فيه أماكن “للأفارقة” أو منازل للإقامة.
و في إجابة عن سؤال حول مدى رغبته في البقاء في تونس أو مغادرتها، يقول المهاجر المالي،الذي تظهر عليه علامات التعب، إنه يرغب في مغادرة تونس و لا يود البقاء فيها.
تحدثنا إلى مهاجر آخر من دولة السيراليون، يبلغ من العمر 42 سنة، و قال إنه قدم إلى تونس عبر البر سالكا الطريق من مالي نحو الجزائر و من ثم تونس.
مضيفا أنه متواجد في تونس أملا في بلوغ الأراضي الايطالية، قائلا إنه تعرض لمشاكل سياسية في بلده الأصلي السيراليون وهو ما كان الدافع الأصلي لهجرته.
المهاجر قال إنه يواصل رحلته منذ 6 أشهر التي توقفت في تونس الآن، و يبقى أمله هو تغيير حياته، حسب قوله.
طالبا مد يد اليعون له لأن وضعه الحالي يعتبر سيئا.
المزيد في هذا الفيديو
و في نفس السياق علق الناشط الحقوقي مسعود الرمضاني في خديثه لكشف ميديا على ما يحصل في صفاقس مؤخرا قائلا إن هذه الحملات هدفها حماية حدود الدول الأوروبية التي تستعمل تونس كحارس بسبب عدم قدرتها على ترحيل هؤلاء المهاجرين و عدم قبولهم بسبب المعارضة لمثل هذه الممارسات التي تساندها الحكومة الإيطالية.
مضيفا أن الحملات الأمنية في صفاقس كشفت خطابا عنصريا جديدا تتبناه بعض الأطراف المساندة للسلطة،وهو ما يتخالف مع قيم الإنسانية و يمس من حقوق الآخرين في الوقت الذي يجب أن يكون فيه التعامل مع المهاجرين طبقا لمبدأ الإحترام و مد يد المساعدة لهم عوض رميهم في الشوارع، وفق قوله.
تجمع المهاجرين بمعتمدية العامرة جاء بعد حملة أمنية واسعة النطاق شهدتها مدينة صفاقس، حيث أعلنت وزارة الداخلية عن الدفع بتعزيزات أمنية كبيرة مشتركة بين الأمن و الحرس الوطنيين من أجل “تطهير” صفاقس و القضاء على ظاهرة المهاجرين غير النظاميين بالمنطقة.
الامر الذي أكده المتحدث بإسم الحرس الوطني العميد حسام الجبابلي في وقت سابق لكشف ميديا معتبرا أن العملية تستهدف المنظمين و الوسطاء في عمليات الحرقة إنطلاقا من شواطىء صفاقس.
و تجدر الإشارة إلى أن صفاقس تعرف و منذ فترة طويلة تجمعات لمهاجرين غير نظاميين قبل الإنطلاق في رحلات بحرية نحو الأراضي الإيطالية.
الأمر الذي دفع بالسلطات الأوروبية لتكثيف جهودها قصد إيقاف هذه الرحلات بعد أن تحولت تونس أهم نقطة إنطلاق نحو الضفة الشمالية للمتوسط، و هو ما تبرزه الأرقام خلال السنة الحالية.
هذا إضافة إلى عدد من المهاجرين تم منعهم من مواصلة طريقهم أو إنقاذهم في عرض البحر بعد غرق مراكبهم الحديدية المستعملة بكثرة خلال عمليات الإبحار .
و باتت تحتل تونس المرتبة الأولى بين الدول التي تنطلق منها قوارب المهاجرين، إذ وصل أكثر من 116 ألف مهاجر إلى إيطاليا عبر تلك الطريق منذ بداية العام الجاري، حسب أرقام المنظمة الدولية للهجرة.
عدد كبير من المهاجرين الواصلين إلى الأراضي الأوروبية من سواحل تونس دخلوها عبر القطر الجزائري الأمر الذي اكده مجموعة من هؤلاء المهاجرين الذين قالوا إنهم دخلوا تونس عبر الحدود الجزائرية.
من جانب آخر أوضحت عضوة المجلس التشريعي عن ولاية صفاقس فاطمة مسدي أن جلسة جهوية انعقدت في الولاية قبل يومين لتدارس الوضع الميداني بالمدينة بعد تسجيل تعاضم ظاهرة ما وصفته بالتمركز الفوضوي لمهاجرين جنوب الصحراء و تداعيات ذلك خاصة على النقل المدرسي و في محيط المدارس بالإضافة إلى الساحات العامة وأضافت المسدي في تصريح لكشف يوم الثلاثاء 19 سبتمبر 2023 أنه تم إثر الجلسة مراسلة مجلس الأمن القومي أين تفاعلت رئاسة الجمهورية إيجابا مع البيان و نفذت الحملة الأمنية التي تم على إثرها نقل المهاجرين
و أشارت عضوة المجلس التشريعي إلى أنها و بعد تداول أخبار حول نقل المهاجرين إلى جهات مجاورة على غرار جبنيانة و العامرة أرسلت من أكد لها عدم وجود المهاجرين و أن الوضع عادي جدا وفق تعبيرها و قالت أنها لا تعلم أين تم نقل مهاجرين جنوب الصحراء .
وفي وقت سابق قال الناشط الحقوقي كمال الجندوبي أثناء حضوره في برنامج كشف مباشر معلقا على العلاقة التونسية الجزائرية في ملف الهجرة واصفا تونس بأنها أصبحت مستعمرة جزائرية حسب قوله، معتبرا أن التأثير الجزائري أصبح ساحقا، و أن النظام الجزائري يتعامل مع الوضع بأنانية في قضية الهجرة حيث يدفع بالمهاجرين نحو تونس ، إضافة إلى الضغط للإصطفاف معهم في نفس الحلف ضد المغرب ، و هو ما أضر بصورة تونس خاصة على الصعيد الإفريقي.