قال وزير الشؤون الخارجيّة والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمّار، إن خطة العمل المعتمدة خلال القمة الثانية الروسية الإفريقية، تعتبر لبنة جديدة في إطار تعزيز التعاون والشراكة بين الفدرالية الروسية والقارة الإفريقية، وتنصهر في صميم الأجندة التنموية الإفريقية لسنة 2063.
وفي كلمة ألقالها اليوم الجمعة 28 جويلية 2023، بمناسبة انعقاد القمة بمدينة بسان بطرسبورغ الروسية، اقترح الوزير التفكير في وضع آليات تمويل مناسبة لتجسيم المشاريع والمبادرات الواردة في خطة العمل الروسية الإفريقية على أرض الواقع، من خلال مساهمات مختلف الأطراف الراغبة والقادرة على ذلك.
ولاحظ أن التّحدّيات غير المسبوقة التي يطرحها الوضع العالمي الراهن، تقتضي الانتصار لروح التعاون والتضامن بين البلدان الإفريقية والفيدرالية الروسية، واستخلاص العبر من نقائص التجارب السابقة خاصة على مستوى النظام الدولي المالي والتجاري والاقتصادي، لا سيما وأن روسيا وأفريقيا يشكلان قطبين اقتصاديين هامين ويزخران بإمكانيات وموارد ضخمة لم يتم إلى الآن استغلالها بالطريقة المثلى.
واعتبر أن هذه القمة، من شأنها أن توفر الإطار المناسب ليس فقط للتفكير في التقدم المحرز منذ القمة الأولى بسوتشي في أكتوبر 2019، بل وكذلك لتعزيز نموذج الشراكة الاستراتيجية الافريقية الروسية للسنوات القادمة، بما يتماشى مع أولويات وحاجيات الطرفين، وبما يجعل الفضاء الروسي الإفريقي نموذجا للاستقرار والتكامل والتضامن.
وشدد على أن إفريقيا، الغنية بمواردها البشرية والطبيعية، تتطلع لبناء شراكات من شأنها المساعدة على دعم التنمية الشاملة في بلدانها، وتحقيق مقومات العيش الكريم لأبنائها، من خلال بناء القدرات وتكوين الكفاءات والتعليم ونقل التكنولوجيا وتفعيل التعاون في مجالات الصحة، فضلا عن تأمين الحاجيات الغذائية للقارة، خاصة في ظل الأزمة الروسية الاكرانية وتداعياتها.
كما دعا الجانب الروسي، وفق بلاغ لوزارة الخارجية إلى إيلاء العناية اللازمة لدفع نسق المبادلات التجارية والاستثمارات الروسية في إفريقيا، في مجالات الزراعة والصناعة والطاقات المتجددة وغيرها، والنظر في إيجاد اطر دائمة ومؤسساتية للحوار والتعاون بين المجموعة الإفريقية والتكتلات الإقليمية الأخرى التي تلعب فيها روسيا دورا محوريا، مثل المجموعة الأوراسية ومنظمة شنغهاي للتعاون وكذلك مجموعة بريكس.
وفي ختام كلمته، أكد وزير الخارجية، مساندة تونس المبادرة الافريقية لحل الخلاف الروسي الاكراني، وتجدد دعوتها الى توخي الحوار لفض النزاعات بالطرق السلمية كمخرج أمثل للأزمات.