قالت جمعية القضاة التونسيين في بيان صادر عن مكتبها التنفيذي اليوم الإثنين 5 جانفي 2023 إنها سجلت حملات تشويه ضد القضاة من بعض الصفحات و آخرها العامل بأحد البرامج التلفزية، و جاء في نفس البيان أن عودة تلك الحملات من الجهات المذكورة جميعا واستهدافها لرئيس الجمعية ونشطائها ليس صدفة إذ تزامن مع تنفيذ جمعية القضاة لوقفة احتجاجية بالتنسيق مع هيئة الدفاع عن القضاة المعفيين بتاريخ 01 جوان 2023 بمناسبة مرور سنة على “مجزرة الإعفاءات” وما تلا الوقفة من تصريحات إعلامية ذكّرت الرأي العام بخطورة تلك المجزرة وبتعطل الحركة القضائية وعودة السلطة التنفيذية لتعيين القضاة مباشرة بواسطة مذكرات من وزيرة العدل ونددت بتدخل السلطة التنفيذية في القضاء وتداعيات ذلك على استقلال القضاء وواقع الحقوق والحريات في البلاد،وفق نص البيان.
كما ندد بشدة بهذه الحملات وينبه بشكل خاص إلى فداحة ما تروج له من مخططات بالإضافة إلى ما ترمي إليه من ترهيب القضاء والقضاة ،و استنكرت ما وصفته بصمت السلطة السياسية عن هذه الأفعال والاعتداءات التي تقع تحت أنظار وزيرة العدل والصادرة من أشخاص وصفحات يدعون قربهم من رئيس الجمهورية والدفاع على خياراته .
و نبه المكتب التنفيذي إلى خطورة ما قد تخفيه هذه الاعتداءات الممنهجة من أغراض مبيتة في شكل حملات اتصالية منسقة تدار في أغلبها بواسطة صفحات تواصل اجتماعي مشبوهة تنشط خارج القانون .
و حذّر في نفس البلاغ من أي توجه في سياق هذه الحملات للزج برئيس الجمعية فيما يعرف بقضايا ” التآمر على أمن الدولة ” طبق ما يردده القائمون على تلك الصفحات على خلفية دفاعه عن مبادئ القضاء المستقل وعن حقوق القضاة المعفيين ظلما.
كما حمّل المكتب التنفيذي السلطة التنفيذية مسؤولية السلامة الجسدية للقضاة المستهدفين وعائلاتهم على إثر تصاعد الخطاب التحريضي ضدهم.
مجدّدا تمسكه بتتبع الأشخاص المعنيين والصفحات المذكورة ومن يديرها جزائيا مطالبا النيابة العمومية بتحمل مسؤولياتها في التعامل مع الشكاوى التي تمّ إيداعها منذ نوفمبر 2021 بكامل الجدية وتحميل المسؤوليات لمن يتحملها.
و طالب الهيئة الوطنية للمحامين باتخاذ الإجراءات اللازمة التي تحفظ لمهنة المحاماة سمعتها وهيبتها ،و الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري بأن تتحمل مسؤوليتها في التصدي لهذا الانفلات الإعلامي و كذلك نقابة الصحفيين التونسيين من أجل مجابهة هذا الوضع المتفاقم في قنوات تلفزية تبيح لنفسها رعاية خطاب الثلب والافتراء وتتجه إلى عموم التونسيات والتونسيين بحديث خطير ملؤه الكذب والتحريض والكراهية، وفق تعبيره.