عبرت النقابة الوطنية للصحفيين مساء أمس الثلاثاء، عن رفضها للتعيينات الأخيرة على رأس مؤسسات الاعلام العمومي (وكالة تونس إفريقيا للأنباء والإذاعة التونسية والتلفزة التونسية).
وجدّدت النقابة في بيان لها، رفضها لما وصفته “بتعيين رموز منظومة الدعاية النوفمبرية واعلام الرأي الواحد الموجه، بهدف السيطرة على مؤسسات الاعلام العمومي ووضع مشهد اعلامي يقوم على البروباغندا على حساب الموضوعية والمهنية”.
واعتبرت أن التعيينات الأخيرة “إقصاء ممنهج ومتعمد للكفاءات الصحفية المستقلة والمهنية وتجميدها على غرار ما حصل مؤخرا مع الزميلة، جيهان علوان، التّي تم اقصاؤها من تقديم برنامجها بالإذاعة الوطنية “البلاد اليوم” على خلفية تمسكها باستقلاليتها ورفضها الانخراط في منظومة الدعاية للسلطة”.
وإستنكرت في ذات السياق، “الخطاب المتناقض للسلطة، التي تتحدث، من جهة، عن الثورية والمحاسبة ونظافة اليد وفي نفس الوقت تستعين بمن مارس التعتيم وساهم في حرمان الشعب التونسي من حقه في الإعلام قبل الثورة وتكافئهم بالمناصب الهامة في المؤسسات الاعلامية”.
كما أدانت قرار المكلف بالتسيير الوقتي للإذاعة التونسية، إقصاء الصحفية جيهان علوان من البرمجة بسبب تمسكها بمهنيتها ورفضها الانخراط في منظومة التطبيل.
كما استنكرت “سياسة العقاب، التّي تنتهجها إدارة الإذاعة التونسيّة عبر الاستجوابات والعقوبات والابتزاز والمحاباة كما ترفض النقابة التعيينات لوجوه تجمعية على رأس الاذاعات العمومية.”
وحملت نقابة الصحفيين، في هذا الإطار السلطة وعلى رأسها رئيس الجمهورية مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في قطاع الاعلام وخاصة الإعلام العمومي والمصادر لرفضهم كل مطالب ومقترحات الإصلاح، وإعتبار وسائل الإعلام مجرد أبواق يتم الاستعانة بها لممارسة التظليل الإعلامي وحرمان المواطنات والمواطنين من حقهم في المعلومة والاعلام.
وشددت على أن التغيير الحقيقي في المؤسسات الإعلامية لا يجب أن يقتصر على التعيينات بل يجب أن يتجاوز ذلك نحو إصلاح تنظيمي شامل لتخليصها من الإرث القديم الذي يعيق تطويرها وأدائها لمهامها وفق حوكمة تستجيب لمعايير الديمقراطية.