تلقى مرصد الحقوق والحريات بتونس عدّة شكايات لعائلات أكدوا دخول ذويهم الموقوفين بالسجن المدني بالمرناقية في إضراب جوع مفتوح منذ السبت 31 ديسمبر 2022 ، احتجاجا “على الظروف اللاإنسانية أو التمييزية الممنهجة ضدهم داخل السجن”.
وبيّن المرصد في بيان له، أنّه سبق وأن أشارت جمعيات وطنية ودولية إلى “بعض تلك الظروف اللاإنسانية والانتهاكات الحاصلة من بعض ضباط وأعوان السجون في حقّ عدد من الموقوفين والمساجين”، وذلك من خلال تقارير ومراسلات حقوقية سابقة، كان من بينها مراسلة المرصد التي توجه بها إلى كل الجهات الرسمية لمّا خاض بعض السجناء إضرابا عن الطعام في ديسمبر 2019 “والذي لم يُرفع إلاّ بعد تقدم الجهات السجنية بوعود زائفة لم تُطبق منذ ذلك التاريخ”، وفق نصّ البيان.
كما أفاد المرصد، بأنّ عدد المضربين يُعدّ بالعشرات، وحالة بعضهم خطيرة، منددا “بتعنت إدارة السجن وإستمرارها في إنتهاج سياسة التجاهل واللامبالاة والهروب إلى الأمام بل وحتى معاقبة بعض المضربين ووضعهم بـ”السيلون”، وفق نصّ البيان.
وكذلك ضيق وقت الزيارة وحرمان عائلات الموقوفين والمساجين “المصنفين” منذ سنوات من الزيارة المباشرة (من دون حاجز).
وأدان المرصد استمرار هذه الممارسات اللاإنسانية، وسياسة اللامبالاة والإنكار التي تعتمدها الجهات الرسمية المدمنة على الخطإ والرافضة للإصلاح، وذكرها بالمبدإ الدستوري الذي ينص على أنه ” لكل سجين الحق في معاملة إنسانية تحفظ كرامته وأنّ الدولة تراعي في تنفيذ العقوبات السالبة للحرية مصلحة الأسرة، وتعمل على إعادة تأهيل السجين وإدماجه في المجتمع”.
وشدد المرصد على أن استمرار مثل هذه السياسات قد يفسر نسب العود المرتفعة والتي تتراوح بين 30 و 40 في المائة، بما أنّ المؤسسات السجنية تحولت في كثير من الأحيان إلى مؤسسات عقابية انتقامية بعيدة كل البعد عن الإصلاح.
ودعا المنظمة الوطنية للوقاية من التعذيب، والهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، وبقية المنظمات والفرق والجمعيات المخول لها زيارة السجون، إلى التدخل العاجل والمساهمة الفعالة من أجل إيجاد حلول عاجلة وآجلة للوضع المأساوي واللاإنساني الذي تعيشه السجون التونسية بصفة عامة وسجن المرناقية بصفة خاصة .
وأعلن المرصد استعداده الكامل للتعاون معكم ومع كل الجهات ذات الشأن من أجل حلّ هذه المشاكل.