في تدوينة نشرها على صفحته بالفايسبوك، حمّل المفكر التونسي “الجميع”، مسؤولية ما تعيشه تونس منذ إجراءات 25 جويلية 2021، والتي أسمها “انقلابا”، واصفا رئيس الجمهورية قيس سعيد بـ”المنقلب”.
وقال المرزوقي الذي يواجه تهمة “ارتكاب أمر موحش ضد رئيس الدولة”، إن الإسلاميين الذين دعوا لانتخاب قيس سعيد وبقية الحركات السياسية التي ساندته، هم “مشاركون في وضعية تونس الحالية”.
وفي ما يلي نص التدوينة:
“إذا كان الجميع قد أيد المنقلب وإن بالتدوال والتوالي فالجميع مشارك معه في تكوين وضعية تونس الحالية:
البداية كانت بمن دعوا للتصويت له وهم الإسلاميون
ثم بمن ساندوه لما اعلن عن عداوته لهم اي بقية الحركات السياسية.
وإذا كان الجميع تقريبا قد بدأوا الانفصال عن مشروعه بالترتيب العكسي البداية كانت بمن دعوا له ثم اكتشفوا أن مشروعه ضدهم ثم بمن ساندوه ولم يجدوا منه ما ظنوه قادرا عليه لانه فشل فيه
فمن يمكن ان نعتبره يعمل من اجل تونس؟
هل منهم من يمكن أن يتدارك فيصبح لا يرمي في عماية؟ هل يمكن أن نصدق ما عبرت عنه مافية الاتحاد: المشكل هو أن كلامها دليل على ضوء اخضر ما جاءها لئلا تسقط معه.
فمن يصدق أنها فجأة اكتشفت أن المشروع خطير؟ هل إلا بعد ما خلات مالطة؟ هل اكتشاف مشروع ال25 الانقلابي أي كل عملاء فرنسا محركا بعد التأكد قرب سقوط الدمية واعداد البديل؟
أبشرها بأن الشعب التونسي لم يبق سهل “التدغيف” بعد أن ذات الامرين من تدغيف الدمية للبعض وتواطؤ البعض معه ومنهم الوطد والقوميون الذين لهم اليد الطولى لأنهم هم قيادة مافية الاتحاد.
لو كنت قادرا على فقدان الذاكرة لقلت “طاح الكاف على ظله” أو “عفى الله عما سلف” فقد تكون عودة الوعي مفيدة ولتوهمت اتساع جبهة الخلاص حل وأن المشكل قد انحل. لكني اشك في ذلك: من يحسب وحده يفضل له.
صحيح أن الفاعل الثاني في وجود الدمية ومليشياته وحشده لم يعد له ما يقدمه لهم – أعني إيران بعد فرنسا –
لكني مع ذلك اخشى أن العامل الأكثر فاعلية اي المعركة العربية العربية سواء في الخليج أو في المغرب هي التي ستحدد المسار المقبل.
فالمسار كله رهن سعر البترول. فيه تكون التدخلات العربية مركزة على ابقاء الفوضى في العراق وسوريا ولبنان واليمن في المشرق وعلى ليبيا وتونس
وما بين المغرب والجزائر في المغرب ومصر بين المشرق والمغرب حائلا دون الخروج من الهوان ولن يستأنف المسار الديموقراطي.
فما دامت النخب في هذه البلاد قابلة للحسابات التي لن تختلف عما اوصل الدمية إلى الحكم فإنها حتى لو تصورناها استطاعت التخلص منه فهي ستأتي بمن هو اسوأ.
ذلك أن الأسوأ الذي يمكن أن يأتي لن يكون من جنس من استخدمتهم فرنسا وإيران في عهد احمق المنيهلة بل سيكون من جنس من ستختارهم أمريكا وأوروبا غربيا والصين وروسيا شرقيا لتقاسم دار الإسلام.
فالرهان المقبل لن يختلف عما كان في الحرب الباردة السابقة لكنه هذه المرة لن يكون بمنطق “التحرير” من الاستعمار الذي لعبت عليه أمريكا والسوفيات لأنهاء الامبراطوريات الأوروبية بل هو سيكون أخطر:
ذلك أن الامبراطوريات الاوروبية صارت تحت سلطان الغرب الاقصى أي امريكا ومعها أوروبا ومستعمراتها – واهمها نحن المسلمين – تحت سلطان الشرق الأقصى أي الصين ومعها روسيا.
ولن يكون الرهان خدعة التحرير كما حدث في ما بعد الحربين الأوليين بل تقاسم معركة طريقة الحرير للسيطة على الثروات والبحار والممرات: وذلك هو رهان الحربين القادمتين.
وأولاههما بدأت في أوروبا حاليا بين روسيا واكرانيا وهي نظير الحرب العالمية الاولى وقد انتهت بالثانية التي استعمل فيها السلاح النووي لما كان تحت سيطرة قوة واحدة.
لكن الحرب الثانية القادمة السلاح النووي فيها موزع على القطبين المضاعفين والوحيدون الذين هم عزل ليس لهم أدنى قدرة على حماية الارض والعرض هم نحن.
ذلك هو ما سيحدد مآل ما يجري في بلاد العرب:
الكلام على الاستئناف الديموقراطي من أوهام من استركبوا دمية قرطاج فركبهم بفضل قوتين آفلتين هما فرنسا وإيران.
أما الآتي فهو الركوب المباشر من قبل القطبين الذي يقوده الشرق الاقصى والغرب الاقصى وبقية العالم توابع ونحن أهم فريسة لأن نخبنا كلها وليس دمية قرطاج وجده لا تستطيع غير ذلك.”