لا شيء يوحي بأنّ هناك أمرًا مرعبًا يحدث. الحركة شبه عادية لكنها ضعيفة مقارنة بالأيام العادية في ميناء حلق الوادي. تقريبا مواطن على 10 اشخاص يرتدي الكمامة الواقية. على الرغم من أن بعضهم مقيمين في إيطاليا وتنقلوا بينها وبين تونس خلال الفترة المنقضية وفق شهادات وثقناها.
والملفت أكثر في قاعة انتظار المسافرين بميناء حلق الوادي أنه ليس هناك ما يوجي بإجراءات صحية غير اعتيادية أو معدات كشف حراري عن فيروس كورونا. سوى لافتة كبرى موضوع عليها اسم فيروس كورونا وتفاصيل نشأته.


حتى المكان الذي يمنع فيه المدخنون مسافرون جالسون فيه بأريحية ويدخنون دون حسيب ولا رقيب أو من ينهيهم ن ذلك. هنا نتساءل على مدى احترام التراتيب الصحية العادية في المعابر الحدودية والمطارات. فمابالك بهذه الايام ونحن على وقع أزمة صحية عالمية بسبب تفشي فيروس كورونا “كوفيد-19”.

مصدر أمني رفيع أكد لنا أن وزارة الصحة شبه غائبة وأن حضورها في الموانئ والمطارات يستجوب جدية وصرامة أكثر من ذلك. لا سيما اليوم مع وصول باخرة كتانيا القادمة من مدينة بالرمو الإيطالية والتي تحمل على متنها 268 شخصا و104 سيارة.
عشرات المواطنين الذين التقيناهم والراغبين في العودة إلى إيطاليا على نفس الباخرة المذكورة، غامروا وحجزوا تذاكر وتم تطمينهم بأنهم سيعودون إلى إيطاليا مع تحذيرهم من أنها ستكون “الرحلة الأخيرة”.
حيث أشعرت السلطات التونسية كل مكاتب وكالات الاسفار بإلغاء كل الرحلات البحرية من وإلى إيطاليا. وستكون هناك رحلة جوية واحدة أسبوعية بين تونس وروما. وذلك وفق ما أفادنا به عاطف السكوحي الموظف بشركة غريمالدي لاين في ميناء حلق الوادي.
وعلى الرغم مما أفادنا به محدثنا إلا أن عددا من المواطنين في صالة المسافرين بميناء حلق الوادي يبدو عليهم الاربتالك وافتقاره للمعلومة الدقيقة.
سامي شاب تونسي مقيم في إيطاليا التقيناه وهو متجه إلى إحدى شبابيك التذاكر في حالة نفسية متوترة “قدمت حتى أعود والدتي المريضة فاجأنا فيروس كورونا لا أعلم إن كنت قادرا على العودة أم لا إلى بالرمو..سأذهب الآن للتسجيل”.
وصلت الباخرة “كتانيا” في حدود الثالثة والنصف عصرا وقد استقبلت السلطات الصحية المسافرين بأجهزة كشف الحرارة، وقد سبقت الإجراءات الصحية إجراءات التفتيش على غير العادة.

يوجد جهازين اثنين فقط لإجراء فحص “الكورونا” على المسافرين القادمين من إيطليا. عدد ربما يبدو غير كاف لتنفيذ الاجراء الصحي على جميع المسافرين مما سيزيد من انتظارهم ويعزز اختلاطهم.


مقاهي حلق الوادي السياحية مقفرة.. على غير العادة
ومن المعروف بأن مدينة حلق الوادي الساحلية تعتبر إحدى أهم المناطق السياحية بحكم الحركية البحرية فيها وتواجد الميناء الذي يؤمن يوميا قدوم عشرات الرحلات من مختلف مدن البحر الأبيض المتوسط. عربي هو نادل اصيل ولاية جندوبة يعمل نادلا بمقهى على شاطئ حلق الوادي منذ ثلاث سنوات.


يتحدث إلينا عن تراجع نسب الإقبال على المقاهي المطلة على البحر خلال هذا الأسبوع منذ انتشار أخبار تفشي فيروس كورونا في إيطاليا. يضيف قائلا، كل ثلاثاء وخميس هناك بواخر تحط الرحال في مدينة حلق الوادي نشهد خلال تلك الأيام حركية سياحية هامة وتمتلأ المقاهي وحتى الشارع يصبح معرضا للسيارات الإيطالية، لكن انظري اليوم الكراسي فارغة.